بين الشغف، الصبر، والتحمل في عالم الكروس فيت
في هذه الحلقة الملهمة، استضفنا الكوتش أمين عطالله، أحد الأسماء البارزة في مجال الكروس فيت والتدريب الرياضي المتكامل، وصاحب مشروع "962"، الذي يجمع بين البطولات والتدريب الشخصي وبرامج التحمل واللياقة الوظيفية. الحديث معه كان أشبه بجولة داخل عقل مدرب يعيش الرياضة بكل تفاصيلها، ويؤمن أن الرياضة ليست فقط لياقة، بل فلسفة حياة وتحمّل واستمرارية.
بدأ الكوتش أمين حديثه عن مشروع "962"، الذي لا يقتصر على برامج التدريب التقليدية، بل يدمج بينها وبين التحمّل (Endure)، خصوصًا من خلال أنشطة مثل الجري وركوب الدراجة. الهدف الأعمق هنا هو تأقلم الإنسان مع ضغوط الحياة اليومية من خلال التمارين الوظيفية، التي تحاكي ما يمر به الشخص في واقعه.
الكروس فيت في هذا السياق ليست رياضة فقط، بل أسلوب حياة قابل للتطبيق في كل زمان ومكان، وخاصة باستخدام البيئة الخارجية كجزء من البرنامج التدريبي.
روى الكوتش أمين رحلته من كونه لاعبًا، إلى أن وجد نفسه مدربًا بفعل تجربة عميقة آمن بها. وقدّم خمس خطوات مرّ بها لتكوين مدرب مؤهل وقادر:
أكد الكوتش أن الكروس فيت ليست رياضة للنخبة فقط، بل يمكن لأي شخص ممارستها، لأنها تشمل مزيجًا من التمارين التي تناسب جميع المستويات، شريطة أن يبدأ المشارك من خلال نادي متخصص وبرامج موجهة حسب الفئة العمرية والحالة البدنية.
"Complete CrossFit" والمنافسة باحتراف
في سياق المنافسات، تحدّث عن برنامج "Complete"، الذي يُقسم إلى ثلاث مراحل رئيسية:
شاركنا تجربته الشخصية في بطولة "Phoenix"، حيث عاد من إصابة وتمكن رغم فارق العمر من إحراز المركز الرابع، متغلبًا على كثيرين أصغر سنًا، ما يدل على قوة التصميم والانضباط الذاتي.
تحدث الكوتش أمين عن الجانب النفسي في التدريب، مشيرًا إلى أن دور المدرب يتعدى الجانب البدني:
وضّح الكوتش أن القدرة العقلية تحتاج إلى تنظيم وجهد ذهني وخبرة، في حين أن القدرة البدنية تتطلب سنوات من التدريب والتدرج. النجاح في الكروس فيت، كما في الحياة، يكمن في تحقيق التوازن بين الاثنين.
دور التكنولوجيا: وسيلة لا غاية
يرى أن التكنولوجيا لها دور مهم في التدريب، سواء في التتبع أو التعلم أو حتى التسويق الشخصي، لكنها يجب ألا تأخذ أكثر من حجمها. فهي وسيلة داعمة، لا بد أن تبقى في الخلفية، خلف الجهد الحقيقي والالتزام الواقعي.
كوتش أمين عطالله في هذه الحلقة قدم نموذجًا ملهمًا لكل من يرى في الرياضة طريقًا للحياة، لا مجرد مهنة أو هواية. مشواره مع "962" يوضح أن المدرب الناجح هو مزيج من الانضباط، التعلّم، التواضع، والقدرة على بناء علاقات إنسانية صادقة.