في هذه الحلقة المميزة، استضفنا الدكتور عاكف طيفور الذي فتح أمامنا أبوابًا جديدة للتفكير في عالم التدريب الرياضي، مميزًا بين المعرفة النظرية والتطبيق العملي، ومؤكدًا أن التواضع هو الطريق الحقيقي لاكتساب العلم.
أول ما وضحه الدكتور عاكف هو أن هناك فرقًا كبيرًا بين تدريب الأثقال (Strength Training) ورفع الأثقال (Weightlifting). فالتدريب بالأثقال هو أسلوب لتحسين القوة واللياقة باستخدام المقاومة، بينما رفع الأثقال هو رياضة أولمبية لها قوانين وتقنيات محددة.
أشار الدكتور إلى أن التدريب بالكهرباء وتقوية العضلات ليس شيئًا جديدًا، بل له جذور تاريخية تعود إلى عام 1870، حيث استخدم العلماء الكهرباء في إعادة التأهيل. وأحد أبرز الأبحاث في هذا المجال كان في كتاب Electrical Physiology للعالم " إميل دو بوا-ريموند". هذه الإشارة التاريخية تحمل رسالة مهمة: كلما تعمق الإنسان في العلم، اكتشف أنه لا يعلم الكثير، ما يدفعه للتواضع.
أكد الدكتور عاكف أن التواضع العلمي ضرورة ملحّة. فالمعرفة الحقيقية لا تكتمل إلا بالسؤال والرجوع إلى أهل الاختصاص. العلم ليس مجرد تراكم معلومات، بل وعي بحدودها واستعداد للتعلم المستمر.
من الأجهزة التي تحدث عنها الدكتور جهاز إنب (InBody)، الذي يمكن الاعتماد عليه في تقييمات الجسم، لكن يجب التعامل معه بحذر، إذ قد لا تكون نتائجه دقيقة في حالات مثل السمنة المفرطة أو النحافة الشديدة.
قدّم الدكتور عاكف تصنيفًا واقعيًا لأنواع المدربين في عالمنا اليوم:
أوضح الدكتور أن المدرب لا يجب أن يعمل بمعزل، بل هو جزء من منظومة متكاملة تضم المعد البدني، الأخصائيين، واللاعب نفسه. على المعد البدني أن يعمل بصمت، يبدأ بخطوات دقيقة، ويُقيّم اللاعبين بعناية، حتى وإن لم يلاحظ اللاعب جهوده في البداية، سيكتشف لاحقًا أن هذا العمل كان سببًا أساسيًا في نجاحه.
كل رياضي يختلف عن الآخر في تكوينه، ظروفه، وقدراته، لذلك على المدرب أن يتعلم باستمرار ويطور أدواته ليتعامل مع هذه الاختلافات بشكل علمي.
حدد الدكتور عاكف مجموعة من الصفات التي يجب أن يتحلى بها أي مدرب ناجح:
أما الصفات غير المرغوبة فهي عكس هذه القيم، إضافة إلى الركود في مكان واحد دون تطوير، والتركيز على بناء الاسم فقط بدلًا من التركيز على جودة العمل.
واختتم الدكتور حديثه برسالة واضحة: على كل مدرب أن يبدأ بداية صحيحة مبنية على العلم والأخلاق، لأن الطريق الطويل في التدريب لا يصنعه الاسم أو الشهرة، بل المصداقية والعمل الجاد.