في هذه الحلقة الملهمة من السلسلة، سلطت الدكتورة سميرة عرابي الضوء على محور بالغ الأهمية في المجتمعات العربية: المرأة والرياضة، متناولةً التحديات المجتمعية، وأهمية التوعية، ودور المدربات في تمكين المرأة، خاصة في مجالات مثل السباحة والإنقاذ المائي.
أبرزت د. سميرة أن أكبر العقبات التي تواجه النساء في ممارسة الرياضة لا تتعلق بالقدرة البدنية، بل بنظرة المجتمع وثقافته التي لا تزال تحمل مفاهيم خاطئة عن دور المرأة الرياضي. الحل هنا، كما تؤكد، لا يقتصر على التدريب فقط، بل يشمل بناء وعي شامل من خلال:
أوضحت د. سميرة أن الرياضة ليست فقط لتحسين الشكل، بل لبناء الثقة بالنفس. فالمتدربة التي تبدأ بتعلم رياضة مثل السباحة، تبدأ بالتغلب على مخاوفها – كرهبة الماء – ثم تكتسب أصدقاء، وتكتشف قدراتها، وتحقق الرضا الداخلي مع تحسن حالتها الجسدية. هي رحلة تبدأ بالحركة وتنتهي بالتمكين.
تحدثت د. سميرة عن أن تمكين المرأة في الرياضة لا يعني فقط أن تمارس، بل أن تشارك في التدريب، والإدارة، والمبادرات، والبحث العلمي. ضربت مثالاً مشرفًا على ذلك حين أصبحت المرأة أول حكم في رياضة رفع الأثقال في الأردن، وهذا دليل على أن المرأة قادرة على الريادة حين تُمنح الفرصة وتُعدّ لها الطريق.
وجهت الدكتورة عدة نصائح أساسية للمدربين والمدربات في مختلف مراحلهم المهنية:
أبرزت الدكتورة أهمية الاستثمار في تعليم السباحة بشكل احترافي، خاصة أن الأساسيات الصحيحة هي الطريق إلى تعليم المهارات المتقدمة. وتحدثت عن عدة أنواع من برامج السباحة تحت مسمى "أكوا فتنس" مثل:
كما شددت على ضرورة تعليم الإنقاذ المائي، موضحة أن التدريب لا يكتمل دون معرفة تقنيات الإنقاذ، مثل حركات "التكور" و**"القنديل"**، التي تختلف حسب مستوى المتدرب
أكدت الدكتورة أن على المرأة أن تسعى لتمكين نفسها أولاً، وأن تؤمن بأهميتها وقدرتها، لتصل إلى موقع التدريب أو القيادة بثقة وكفاءة. التمكين ليس منحة، بل سعيٌ ذاتي مدعوم بالعلم والعمل والمثابرة.
اختتمت الدكتورة سميرة حديثها بالتأكيد على أن المدرب هو انعكاس لأدائه وسلوكه وسمعته، ومن هنا تأتي أهمية تطوير الذات والحرص على القيم المهنية والإنسانية.
حلقة د. سميرة عرابي كانت دعوة واضحة لكل امرأة لأن تؤمن بنفسها وتسعى لتطوير ذاتها من خلال الرياضة، ولكل مدرب ومدربة بأن يرتقوا بمستواهم المهني والإنساني ليكونوا أدوات حقيقية في تمكين مجتمعاتهم.
الرياضة ليست رفاهية، بل حق ووسيلة للنهضة. ومن أراد أن يُحدث فرقًا، عليه أن يبدأ من داخله، ثم ينطلق بثقة ليصنع التغيير.