في حلقتنا الجديدة من البودكاست، استضفنا د. ثائر المناصير، أحد الأصوات الواعية في مجال التأهيل والإصابات الرياضية، الذي أضاء لنا زوايا مهمة غالبًا ما يغفلها الكثير من المدربين والمتخصصين في المجال الرياضي.
يشير د. ثائر إلى أن الانتقال السريع بين المراحل التعليمية من دراسات عليا و غيرها دون توقف للتقييم. فقبل البدء بأي مرحلة جديدة، لا بد من التوقف، مراجعة نقاط الضعف، والعمل على تطويرها.
شبّه د. ثائر الإصابة الرياضية بلعبة البازل، حيث كل اختصاصي في سلسلة التأهيل يمثل قطعة أساسية لا تكتمل الصورة بدونها:
ويؤكد: "الإصابة تبدأ قبل حدوثها، والمدرب مسؤول عنها قبل وأثناء وبعد."
العوامل التي تؤدي للإصابة قد تكون داخلية مثل: ضعف اللياقة، قلة المرونة، كتلة الجسم، أو ضعف العضلات. وقد تكون خارجية مثل: نوع الأرضية، الإضاءة، أو طبيعة الأدوات الرياضية.
في كلا الحالتين، دور المدرب لا يقتصر على المراقبة، بل يمتد إلى الوقاية، والتدخل المبكر، ودعم البرنامج العلاجي بوعي ومسؤولية.
ما الذي يجب أن يتجنبه المدرب؟
يشدد د. ثائر على أن المدرب ليس طبيبًا، ولا يجب أن يتصرف على هذا الأساس. من المحظورات:
لكن هذا لا يعني غياب الدور. يمكن للمدرب أن يدعم المتدرب المصاب بتمارين آمنة ومناسبة في المناطق غير المتأثرة، شرط أن تكون ضمن برنامج علاجي متكامل.
يوضح د. ثائر أن الفرق الجوهري بين المعالج والمدرب يكمن في بيئة العمل. فالمعالج يعمل في بيئة صحية (عيادات)، بينما المدرب يعمل في بيئة أداء وحركة. كلا الدورين مهم، لكن دون تداخل أو تجاوز للحدود المهنية.
دعا د. ثائر إلى بناء لغة مشتركة بين المدربين والمعالجين، لأن كليهما يعمل على عناصر قريبة: الحركة، التوازن، الأداء، والاستشفاء. التكامل والاحترام المتبادل هما مفتاح النجاح في تقديم أفضل رعاية للرياضي.
المدرب المتميز لا يقتصر دوره على تشكيل الأجسام، بل يتعداه إلى تحسين جودة حياة الأفراد ومساعدتهم في أداء مهامهم اليومية بكفاءة، سواء كانوا رياضيين محترفين أو أشخاصًا عاديين.
هل أنت مجرد منفذ تعليمات، أم حلقة فعالة في سلسلة متكاملة تهدف إلى الأداء الآمن والصحة المستدامة؟ استمع إلى هذه الحلقة مع د. ثائر المناصير لتعيد التفكير في دورك كمدرب رياضي، وتكتشف كيف يمكن أن تكون جزءًا من الحل، لا من التحدي.